أسباب الناسور العصعصي لدى النساء والرجال

الناسور العصعصي، المعروف أيضًا بالكيس الشعري أو ناسور الشعر، هو حالة شائعة تصيب منطقة العصعص، الواقعة في أسفل الظهر أعلى الأرداف. وعلى الرغم من أن هذه الحالة يمكن أن تؤثر على أي شخص، إلا أن هناك بعض العوامل التي تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بها. في هذه المقالة، سنتناول بالتفصيل أسباب الناسور العصعصي، ونوضح من هم الأكثر عرضة للإصابة به بين النساء والرجال.

ما هو الناسور العصعصي؟

الناسور العصعصي هو قناة أو تجويف غير طبيعي يتكون تحت الجلد في منطقة العصعص، ويكون عادة ممتلئًا بالشعر وخلايا الجلد الميتة والسوائل. في بعض الأحيان، يمكن أن يصاب هذا الناسور بعدوى، مما يؤدي إلى تكوين خراج مؤلم في المنطقة المصابة. وفي الحالات المتقدمة، قد يصبح الناسور مزمنًا، ويتطلب تدخلاً جراحيًا للعلاج.

أسباب الناسور العصعصي

1. احتباس الشعر تحت الجلد

أحد اسباب الناسور العصعصي الرئيسية هو احتباس الشعر تحت الجلد. عندما ينمو الشعر ويخترق الجلد، يمكن أن يتسبب في تكوين كيس شعري. يحدث هذا الأمر بشكل خاص في منطقة العصعص نظرًا لتواجد الشعر الكثيف في هذه المنطقة. عند تجمع الشعر داخل الجلد بدلاً من النمو خارجه، يتسبب ذلك في تهيج المنطقة وخلق بيئة مناسبة لتكون الناسور.

2. الاحتكاك والضغط المتكرر

الجلوس لفترات طويلة، خاصة على الأسطح الصلبة أو غير المريحة، يمكن أن يسبب ضغطًا متزايدًا على منطقة العصعص. هذا الضغط المستمر، إلى جانب الاحتكاك المتكرر، يمكن أن يؤدي إلى تلف الجلد وتهيجه، مما يسهم في تكوين الناسور العصعصي. ولهذا السبب، فإن الأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة، مثل الموظفين المكتبيين أو السائقين، يكونون أكثر عرضة للإصابة.

3. العوامل الوراثية

العوامل الوراثية قد تلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة بالناسور العصعصي. إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من هذه الحالة، فقد يكون لديك استعداد وراثي لتطويرها. يتضمن ذلك بنية الجسم والتوزيع الطبيعي للشعر، والتي قد تكون موروثة.

4. السمنة

السمنة هي أحد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالناسور العصعصي. الوزن الزائد يزيد من الضغط على منطقة العصعص، مما يزيد من احتمالية تكوين الكيس الشعري. بالإضافة إلى ذلك، قد يزيد الوزن الزائد من صعوبة الحفاظ على النظافة الشخصية، مما يزيد من احتمالية حدوث التهابات في المنطقة.

5. الملابس الضيقة

ارتداء الملابس الضيقة، خاصة في منطقة الحوض، يمكن أن يزيد من الاحتكاك في منطقة العصعص. هذا الاحتكاك المستمر يمكن أن يؤدي إلى تهيج الجلد وتكوين الناسور العصعصي. ولذا فإن ارتداء الملابس الفضفاضة والمريحة يمكن أن يساعد في تقليل هذا الخطر.

6. العوامل الهرمونية

العوامل الهرمونية يمكن أن تلعب دورًا في زيادة فرص الإصابة بالناسور العصعصي. على سبيل المثال، خلال فترات البلوغ حيث يزيد نمو الشعر الكثيف، يمكن أن يكون الأفراد أكثر عرضة لتطوير الناسور. كما أن التغيرات الهرمونية قد تؤدي إلى تغيرات في الجلد والشعر، مما قد يسهم في تكوين الكيس الشعري.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بالناسور؟

الرجال

الرجال هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالناسور العصعصي. يرجع ذلك إلى أن الرجال عادةً ما يكون لديهم شعر أكثر كثافة في منطقة العصعص مقارنة بالنساء، مما يزيد من احتمالية تكون الكيس الشعري. بالإضافة إلى ذلك، فإن طبيعة العمل البدني الذي يتطلب الجلوس لفترات طويلة أو القيام بأعمال ثقيلة يزيد من خطر الإصابة لديهم.

الشباب

الشباب، خاصةً الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عامًا، هم أكثر عرضة للإصابة بالناسور العصعصي. في هذه الفئة العمرية، يكون الشعر أكثر كثافة والنشاط البدني أكبر، مما يزيد من احتمالية حدوث احتباس للشعر تحت الجلد.

الأشخاص الذين يعانون من السمنة

كما ذكرنا سابقًا، الأشخاص الذين يعانون من السمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بالناسور العصعصي. زيادة الوزن تزيد من الضغط على منطقة العصعص، مما يزيد من احتمالية تكوين الناسور.

الأفراد الذين يجلسون لفترات طويلة

الأفراد الذين يتطلب عملهم الجلوس لفترات طويلة هم أيضًا عرضة للإصابة بالناسور العصعصي. الجلوس المتواصل يسبب ضغطًا مستمرًا على منطقة العصعص، مما يزيد من خطر تكوين الكيس الشعري.

الختام

الناسور العصعصي هو حالة مؤلمة ومزعجة يمكن أن تؤثر على الحياة اليومية. على الرغم من أن الرجال والشباب هم الأكثر عرضة للإصابة به، فإن هناك عوامل متعددة مثل السمنة والجلوس لفترات طويلة والعوامل الوراثية يمكن أن تسهم في تطور هذه الحالة. من المهم الانتباه إلى هذه العوامل واتخاذ التدابير الوقائية مثل الحفاظ على النظافة الشخصية وارتداء الملابس المناسبة لتقليل خطر الإصابة بالناسور العصعصي. وإذا ظهرت أي أعراض تدل على وجود الناسور، يُنصح بمراجعة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسب في الوقت المناسب.